رئيس أساقفة أربيل المطران بشار وردة: هل تتخلى الولايات المتحدة عن المسيحيين في العراق؟

 

أصدر رئيس الأساقفة المطران بشار وردة، أحد الأصوات البارزة نيابة عن المسيحيين المضطهدين والمشردين في العراق، بياناً عاجلاً حول انسحاب الموظفين الأميريكان من المجالات الرئيسية في البلاد

قال رئيس أساقفة أربيل، نحنُ قلِقونَ للغاية بالنسبة لإنسحاب الوجود الأميريكي الأخير في العراق، فبعد التعرض للإبادة الجماعية على أيدي داعش تمّلكَ مجتمعاتنا المظلمة أملاً كبيراً بالوعود الأميريكية التي يقودها نائب الرئيس الأميريكي، والتعهدات بمساعدة الأقليات العراقية.

وكان المطران وردة بصفته رئيس أساقفة أربيل في اقليم كردستان قد استقبل عشرات الآلاف من اللاجئين المسيحيين واليزيديين النازحين من سهل نينوى بعد أن سيطر داعش على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن الخلافة في عام 2012.

وقال رئيس الأساقفة، لقد أوجد انسحاب عام 2011 من قِبل الإدارة الأميريكية السابقة الفراغ الذي سمح لداعش بالظهور. وأضاف، من المرجح أن يُلاقي الفراغ الجديد الناشيء عن الازدراء (أو التعالي) الأميريكي نتيجة غير سعيدة مشابهة. ونحن ننتظر الآن على وجه السرعة توضيحات من الولايات المتحدة تتعلق بإلتزاماتها تجاه الأقليات المهددة بالإنقراض في العراق.

وكان في يوم الأربعاء الماضي أن أمرتْ وزارة الخارجية الأميريكية إخلاء جميع الوظائف غير الطارئة لموظفي الحكومة في السفارة الأميريكية في بغداد والقنصلية الأميريكية في أربيل

قالت إدارة ترامب ، إن صدور ذلك الأمر جاء بسبب التهديد المتعلق بإيران. وقد أعربت السلطات العراقية عن شكوكها بشأن ذلك التهديد. كذلك، طالب المُشرعون الأميريكان من الرئيس دونالد ترامب المزيد من المعلومات حول الوضع

صرّحَ ستيفن راش، المستشار القانوني لأبرشية الكلدان الكاثوليكية في أربيل، لوكالة الأخبار الكاثوليكية بأن المطران بشار وردة يستجيب لهذا الإخلاء الجزئي

“نحن نستجيب بشكل خاص اليوم الى المعلومات غير الواضحة التي جاءت خلال الأيام القليلة الماضية من مصادر مختلفة داخل الحكومة الأميريكية وذلك بأن الولايات المتحدة تستعد للإنسحاب، جزئياً في الأقل، عن إلتزاماتها السابقة فيما يتعلق بدعم الأقليات المهددة بالإنقراض في العراق

وقال راش، إن المسيحيين والأقليات الأخرى قلِقونَ بشكل متزايد لأن الكنيسة في العراق لم تتلقَ بعد بياناً واضحاً من أي شخص في الحكومة الأميريكية حول ما يعني تخفيض عدد الموظفين بالنسبة للجهود المبذولة لمساعدة هذه الأقليات

وكان نائب الرئيس الأميريكي مايك بنس قد تعهد في يوم 25 من شهر تشرين الأول لعام 2017 بالدفاع عن المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط. وقال أمام حشد تجمعَ في العاصمة واشنطن لحضور القِمة السنوية للدفاع عن المسيحيين: “إن الولايات المتحدة لن تعتمد بعد الآن على الأمم المتحدة وحدها لمساعدة المسيحيين والأقليات الأخرى المضطهدة في أعقاب الإبادة الجماعية وفضائع الجماعات الإرهابية
وأضاف بنس، ستعمل الولايات المتحدة يداً بيد من هذا اليوم والى الأمام مع الجماعات الدينية والمنظمات الخاصة لمساعدة أولئك الذين يتعرضون للإضطهاد بسبب عقيدتهم، وهذه هي اللحظة وقد حان الوقت الآن وستدعم أميريكا هؤلاء الناس في ساعة حاجتهم