التقى المطران بشار وردة رئيس أساقفة أربيل مع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، ودعا الحكومة البريطانية الى تقديم مساعدة عاجلة لمنع جماعات الأقليات الدينية المضطهدة من الموت في أوطانها القديمة. وفي الاجتماعات التي عُقِدتْ يوم الثلاثاء الماضي في لندن طلبَ رئيس الأساقفة الكاثوليكي الكلداني، المطران بشار وردة من أربيل، من حكومة المملكة المتحدة تقديم مساعدة مباشرة للمسيحيين وغيرهم ممن عانوا من الإبادة الجماعية في العراق
وطلبَ رئيس الأساقفة، الذي إلتقى أيضاً بوزير الدائرة الخارجية لورد أحمد من ويمبلدون، المملكة المتحدة ممارسة الضغط الدبلوماسي على حكومة العراق لتحسين الأمن وإنهاء التمييز المؤسسي ضد المسيحيين والأقليات الأخرى
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم وفي اجتماع في مجلس العموم البريطاني، نظمته الجمعية الخيرية الكاثوليكية “عون الكنيسة المحتاجة”(وهي مؤسسة خيرية تابعة مباشرة الى الكرسي الرسولي بصفتها مؤسسة خيرية كاثوليكية تدعم المؤمنين أينما يتعرضون للإضطهاد أو الحاجة من خلال المعلومات والصلاة والعمل)، قال رئيس الأساقفة: إن المشاركة البريطانية تُمثل أمراً حيوياً من أجل تعافي شعبنا من إحدى اللحظات المظلمة في تاريخه الطويل
وشكر السيد هانت الذي قرر إجراء مراجعة عالمية عن اضطهاد المسيحيين، قائلاً “صُدِمتُ وسُرِرتُ” حين سمعتُ الأخبار عن المبادرة، التي وصفها بأنها غير مسبوقة
بلغ عدد المسيحيين في العراق أكثر من واحد ونصف مليون نسمة قبل عام ٢٠٠٣. وتُشير آخر التقارير الى أنه في أعقاب الإبادة الجماعية التي قام بها داعش للفترة من ٢٠١٤ الى ٢٠١٧ انخفضَ عدد المسيحيين بدرجة كبيرة ليصل الآن الى أقل من ١٥٠ ألف نسمة فقط
وقال رئيس الأساقفة المطران وردة، أنه خلال احتلال داعش للقرى المسيحية القديمة في سهول نينوى، اقترب مُقاتلوا داعش من تدمير القلب النابض لمجتمعنا. وأضاف، أنه بإستثناء هنكاريا، بشكل ملحوظ، فشلت الحكومات الغربية في التوفيق بين عبارات التعاطف وبين العمل الجاد، وأشارت تقاريرها عن التقدم البطيء في مهمة إعادة بناء المدارس والرعاية الطبية والتدهور الأمني
وفي الاجتماع الذي شارك في رئاسته النائبان كريس كرين ومايك كين، قال رئيس الأساقفة المطران وردة: هناك حاجة ماسة لإعادة بناء البنية التحتية لكن حكومة العراق قالت أنها لا تمتلك أموالاً لذلك وقالوا لنا أن نعتمد على أصدقائنا، وردَ بالقول، إنَّ ذلك بالتأكيد يجب أن يكون مهمة الحكومة
وأضاف المطران وردة، أنه مع فشل معظم الحكومات في تقديم المساعدة، اضطرَّ مجتمعه الإعتماد والى حد كبير على الدعم المقدم من المنظمات الكنسية، مُشيداً بالجمعية الخيرية الكاثوليكية “عون الكنيسة المحتاجة”. وقال، عندما غزا داعش تركَ شعبنا بلا شيء، ولكن بفضل ألله وبفضل الجمعية الخيرية الكاثوليكية ” عون الكنيسة المحتاجة” تمكنا من البقاء على قيد الحياة
وقال رئيس الأساقفة، إن مساعدة “عون الكنيسة المحتاجة” والجمعيات الخيرية الأخرى من خلال الصلوات والهدايا السخية تُذكرنا بأنه لم نُنسى. وقد كان لهذه المساعدات تأثيراً كبيراً علينا